١- على طريق التنويـر
رواء الجصاني
دعونا نتساءل، مشتركين، قبل البدء، هل نحن في مناسبة رثاء؟ .. ام انها استذكار لخالد لم يرحل؟... هل رحل ، حقاً، محمد مهدي الجواهري (1898-1997) ؟! … امـا هـو القائـــل:
أكبرت ُ يومكَ ان يكونَ رثاءَ، الخالدون عرفتهم احياءَ؟
وإذا ما كانت ملحمة - اسطورة كلكامش، السومرية الغارقة في العراقة، وحتى اربعة الاف عام، قد تحدثت عن الخلود والموت، فذلكم هو الجواهري يجسد الامر حداثياً، وواقعياً، راحَ يَخـلِـدُ، وإن رحـلَ، وعن طريق اخرى، هي الفكر والشعر والابداع..
أما صدحَ - ويصدحُ - شعره كل يوم في قلوب وأذهان المتنورين، العارفين دروبهم ومسالك حياتهم؟.
أما برحت الاطاريح الاكاديمية، فضلا عن الدراسات والكتابات، والفعاليات الثقافية والفكرية تترى للغور في عوالم شاعر الامتين، ومنجزه الثري؟!.
الجهلاء، والجاهليون والاميون، ومؤسساتهم، وأفرادهم، وتوابعهم، المتطوعون منهم أو المكلفون، وحدهم - لا غير- ما فتئوا يسعون، لأطباق صمت مريب عن الجواهري، وحوله، ولا عتاب بشأن ذلك، فلهم كل الحق في ما يفعلون، فالضدان لا يجتمعان : تنوير ومواقف شاعر عظيم، ودواكن أفكار ومفاهيم...
أخيرا.. وعلى طريق التنوير، هاهي اضمامة مشاركات ومساهمات لاستذكار الجواهري في سنوية رحيله العشرين، وفي مضامينها، وأسماء أصحابها ما يغني عن التقديم والافاضة...
* عن مركز الجواهري للثقافة والتوثيق